السبت، 26 مارس 2016

تأثيرات التكنولوجيا الحديثة على الصورة الصحفية

الصورة الصحفية الحديثة 
يرى بعض الباحثين أن التكنولوجيا كانت لها تأثيراتها على عالم الصحافة وذلك على المستويات كافة منذ البدء في جمع البيانات والمعلومات وبثها إلى الصحيفة مرورًا بالإخراج الصحفي وصولًا إلى نشر الصحيفة بين جماهير قرائها وبالتالي فالتكنولوجيا الحديثة قد أثرت على العمل الصحفي وكان لها بالغ االأثر في تدعيم وظائف الصحافة وذلك انطلاقا من كونها أداة بصرية في المقام الأول من حيث اعتمادها على حاسة البصر في التعامل معها ولكونها تعتمد في الأساس على الصورة في مخاطبة الجماهير.

وبعبارات أخرى نستطيع أن ننظر إلى التكنولوجيا الحديثة وخاصة تكنولوجيا الحاسبات الآلية على أنها تكنولوجيا العصر التي تقع وراء عديد من التحولات في ميدان العمل الصحفي فقد أحدث دخول الحاسبات الآلية عدد من التحولات المهمة والتي ارتبط بعضها بالوسيلة الصحفية ذاتها والعمليات المتعلقة بعمليات إنتاجها على المستويين التحريري والاخراجي وارتبط البعض الآخر بالصحيفة المطبوعة بشكلها التقليدية كلها كوسيلة تنتمي إلى مجموعة وسائل الإعلام التقليدية والتي تتعرض لمنافسة بالغة الضرورة من وسائل الإعلام غير التقليدية التي تعتمد على التكنولوجيا الاتصالية الحديثة المرتكزة على الحاسبات الآلية وقد أحدث تكنولوجيا الحاسبات الآلية تطورات عدة في مجال العمل الصحفي على المستويين الإخراجي والتحريري إذ نجد أن هذه التكنولوجيا قد وفرت مجموعات من البرامج الجاهزة التي تقوم بإداء عديد من الوظائف التي كان المحرر الصحفي يقوم بها بطريقة يدوية وبشكل آلي تماماً مثل حزمة معالج الكلمات والبرامج المتعددة لمعالجات الصور وبرامج النشر المكتبي وهذه المجموعات والحزم البرؤمجية تتآلف سويًُا مع بعضها البعض لخدمة الأهداف الإنتاجية والإخراجية ذات الصلة بجمع المواد المختلفة للصحيفة بما تتضمنه من موضوعات تتوزع عليه العناصر التيبوغرافية المختلفة .

ومما يثبت ما للتكنولوجية الاتصالية الحديثة المرتكزة على الحاسبات الآلية من قوة التأثير على العمل الصحفي ما يعتقد البعض من ربط مقدار النجاح المهني في مجال الصحافة المعاصرة بالاحتراف في التعامل مع مستحدثات العصر التكنولوجية وتوظيفها في خدمة هذا العمل حيث انه يمد الفرد والمؤسسة ككل بعدد المزايا التنافسية 

هناك من يرى أن تكنولوجيا الاتصال أثرت على ممارسة الصحافة لمهامها التقليدية حيث زادت من قدراته على تلقي وإرسال المواد الصحفية وزيادة الدقة والموضوعية وتحسين التغطية الإخبارية واستكمال المادة الصحفية وأن لم يؤثر بشكل كبير على العنصر البشري وتأهيله وتدريبة تكنولوجيًا أو على التجديد في الفنون الصحفية أو تطوير استخدامها في تحليل البيانات والمعلومات ومضامينها علاوة على التعارض بين الإبداعية الموروثة في عملية التصوير وبين التداخلات الرقمية في معالجة الصور وإمكان استغلالها بشكل غير أخلاقي .

وفي إطار الإيجابيات التي حققتها إدخال تكنولوجيا الحاسبات الآلية في ميدان العمل الصحفي نجد أن قد اختصر الكثير من الوقت الذي كان يهدر في تنفيذ بعض جوانب العمل الصحفي والتي تستغرق ساعات طويلة فقد اختصرتها الحاسبات الآلية إلى مجرد ثوان معدودة وأتاح للمخرج الصحفي وأتاح للمخرج الصحفي فتح مجالات كثيرة ووفت وقته بشكل لم متوقعاً من قبل علاوة على عامل الدقة والذي يعد من أهم مميزات التعامل مع هذه التكنولوجيات المتطورة حيث أمكن إنتاج الصفحة بدقة فعينة عالية يعجز البشري عن تحقيقها كما أتاحت هذه التكنولوجيات أيضًا فرصًا كبيرة لاستغلال الجداول والرسوم والشبكيات وجعلها متاحة بلمسة زر ليتحقق مايريده المخرج بشكل أكثر سرة وأعلى كفاءة وجودة .

أما في مجال الصورة فنجد أن السنوات القليلة قد شهدت عديد من أوجه التطور التكنولوجي التي أدت إلى إحداث ما يشبه الطفرة في استخدامها وذلك بشكل تتمكن معه الصحافة من التنافش مع وسائل الإعلام الأخرى لاسيما فيما يتعلق بالعناصر المرئية في الصحيفة كما أدى التطور التكنولوجي الكبير إلى الارتقاء بهذه الفنون الجرافيكية مما أدى إلى سرعة إنتاجها وجودة هذا الإنتاج بشكل لا مثيل له وخاصة مع دخول الحاسبات في مجال إنتاج هذه العناصر الجرفيكية .

وتعتقد الباحثة أن العناصر الجرافيكية في الصحافة هي العناصر الأكثر تأثرًا بالتطورات التكنولوجية الحديثة التي دخلت إلى ميدان العمل الصحفي بشكل عام والصورة الفوتوغرافية بشكل خاص وقد تمثل هذا التطور في سرعة الحصول على الصورة وسرعة معالجتها وسرعة إنتاجها وتوزيعها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق