هناك حاجة ماسة لصور البورتريت في الصحافة وذلك لأن أكثر الأخبار والتحقيقات الصحفية أو الإعلانات أو ما شابه ذلك تحتاج إلى صورة بورتريت بشكل مستمر فالصحف على سبيل المثال حين تستعرض تحقيق صحفي عن مؤتمر اقتصادي أو سياسي أو علمي بالتأكيد سيكون هناك متحدث عن ذلك المؤتمر وهذا المتحدث يلاحظ أنه من الضروري إبرازه أو تعريفه في التحقيق لذا كان من الضروري أن يكون لذلك المتحدث صورة بورتريت وكذلك هو الحال مع التحقيقات أو الأخبار فهناك حاجة ملحة لصور البورتريت لتغطية الخبر أو الموضوع الصحفي وهو ما يدعو في بعض الأحيان إلى إبراز كم من الصور الشخصية كصور اللاعبين في فرق كرة القدم الذين يسجلون الأهداف أو أولئك السياسيين الذين يدلون بتصريحات مهمة على الساحة السياسية أو أولئك المجرمين على سبيل المثال حين تركز عليهم الأخبار أو شخصيات أخرى مهمة تلعب دور مهم في الصحافة .
في الأخبار الفنية الصحفية تكون الحاجة إلى صور البورتريت في أفضل أحوالها وأفضل نتائجها وذلك لأن أغلب الفنانين يوزعون صورهم للصحف وهي مصورة قبل إجراء التحقيق أو تحرير الخبر عنهم في الصحف فأولئك الفنانين يحملون من الذوق الجمالي ما يؤهلهم للاعتناء بالصور الخاصة بهم عمن سواهم فهم مدركين أهمية الإعلام والصحافة ومدركين أن الصحف والمجلات بحاجة مستمرة لأخبارهم لذا يحملون معهم باستمرار صور البورتريت مصورة بأفضل استوديوهات التصوير ومن قبل مصورين متخصصين بالبورتريت في مجال التصوير وذلك لقناعتهم بأن المصور الصحفي يلتقط صور البورتريت على عجالة لينشرها بأسرع وقت بغية نشر الخبر في الصحيفة بأسرع وقت وهذه العجالة في الواقع تحقق نتائج لا ترضي الفنانين في أغلب الأحيان لذا نرى الفنانين على عكس السياسيين أو الرياضيين أو الشخصيات الأخرى التي يلتقط لها صورا لحظة إجراء التحقيق أو خلال إجراء اللقاء .
يلاحظ أن التصوير للبورتيت في الصحافة يتمتع ب؟أمور مهمة جدا أهمها أن يكون البورتريت معبر عن الموقف الذي أجرى التحقيق أو الحوار من أجله فعلى سبيل المثال لا يمكن أن نلتقط بورتريت لرئيس أركان إحدى الجيوش العملاقة يتحدث عن حرب ستنشب وهو يرتدي مايوه على شواطئ جزيرة هاواي بل يجب أن تكون اللقطة لذلك الرئيس بزي رسمي وانفعال مميز يعبر عن خطورة الموقف الذي يتحدث عنه كما لا يمكن أن نلتقط صورة لذلك الرئيس وهو غالق عينيه بالصدفة أو وهو جالس في حفل راقص لتظهر صورة الرئيس غير ملائمة للحدث فلابد أن يدرك المصور الحدث الذي أتى من أجله ويصور الشخصية بمجموعة من الصور التي يمكن أن تعبر عن الحالة أو الموقف الذي هو بصدده .
من الأمور المهمة في تصوير البورتريت في الصحف :-
هو النظرات لتلك الشخصيات فأمر مهم أن تكون الشخصية المراد تصويرها لا تنظر إلى عدسة الكاميرا حيث أن هذا الحال يقود إلى أن يشعر القارئ بأن الصورة غير حقيقة ونعني بغير حقيقية هو أن هذه الصورة ليست صورة من قلب الموقف أو الحدث الذي تتناوله الصحيفة كون أن المتحدث صاحب البورتريت غير مبال للموضوع الذي يتحدث عنه ومهتم بالصورة الملتقطة له لدرجة أنه توقف عن الحديث وألتفت للصورة وهذا الأمر بالواقع ليس في كل الأحوال أو الظروف مناسب وذلك لأن هناك مواقف ما تتلائم في أن يظهر المتحدث وهو ينظر للكاميرا كأن يعبر المتحدث عن إمتنانه للمجلة أو الصحيفة التي ستعرض التحقيق أو الخبر عنه أو انه يهدي صورته لمتلقي الصحيفة أو المجلة أو ما إلى ذلك
كثير من المهتمين بالصحافة أو الإعلام يمزجون عمل المصور الصحفي بالعمل الصحفي أو ضمن المهنة الصحفية كونه عمل يتصل اتصال مباشر بالصحافة أو الإعلام ذلك لبروز أهمية الصور الصحفية أو الإعلامي بشكل عام في الإعلام حتى أصبح المصور جزء أساسي من العملية الإعلامية ونتيجة لهذا العمل الذي تخصص بالعديد من المميزات الإعلامية البحتة أصبح للمصور الذي يقدم العمل الصحفي واجب مميز وخاص لذا المصور في الإعلام يتميز بمميزات خاصة تميزه عن غيره من باقي المصورين الآخرين كمصوري حفلات الأعراس أو مصوري صور المعاملات .
إن المصور الصحفي يحمل من المواصفات الهامةالتي تجعل منه أساس لتحقيق العملية الإعلامية فهو يرفد كل الأخبار والموضوعات بتحف نادرة لا تقدر بثمن كونها تعبر ببلاغة عن الموضوعات التي يتم تناولها لذا نرى أن أكثر الصحف والمجلات العالمية تحتفظ بمجموعة نادرة من المصورين البارعين اضافة إلى أن أكثر المؤسسات الإعلامية تضم في مراكزها أقسام أساس للتصوير الصحفي أو الإعلامي .
لذلك نرى على سبيل المثال أقسام عديدة للمؤسسات الإعلامية في التصوير فهناك قسم لمصوري الأخبار وقسم لمصوري البرامج وقسم لمصوري الرياضة وقسم لمصوري النقل الخارجي وقسم لمصوري الأستوديو الذين يرابطون في الأستوديو على عكس مصوري النقل الخارجي الذين ينتقلون بسيارة النقل الخارجي إلى الملاعب الرياضية لنقل مباراة كرة القدم أو ينتقلون إلى وزارة من الوزارات الرسمية لنقل مؤتمر صحفي أو الانتقال إلى جامع لنقل صلاة الجمعة أو الانتقال إلى مركز من المراكز الرسمية أو غير الرسمية لنقل وقائع النشاطات الخاصة بذلك المركز أو الانتقال إلى دول أخرى أن تطلب الأمر لتحقيق نقل مباشر لنشاطات أو أحداث مهمة .
أن الظروف التي يمر بها المصور قد تبدو جميلة أمام المصور الهاوي الذي يحلم بأن يكون في مكان يرى فيه مجلس الوزراء المصري ويصور شخصيات بمستوى نائب رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء ألا أن هذه الظروف تبدو مزعجة ومملة أمام المصور المحترف الذي اعتاد على التصوير في هذه الأماكن واعتاد على مشاهدة وتصوير المسؤولين الكبار وليس في الأمر شيئا جديد أمامه بل على العكس يرى أن الانتظار الطويل مزعج والمداهمات مع المصورين حول المكان الذي سيقف فيه أمر متعب والإذلال الذي يتعرض له من الحرس ورجال الشرطة أو الحماية أمر في غاية الصعوبة خاصة وأن المصور المحترف حين يذهب إلى مثل هذه أماكن هو بالأساس مدرك جيدا لما ستحول له الظروف والمواقف بهذا الشأن .
فهو يعرف جيدا أن الانتظار ربما يصل إلى خمسة ساعات أو أكثر وبذات الوقت يأتي قبل الموعد بساعة على أقل تقدير لأن الانتظار ربما يكون لخمس دقائق أو أكثر أو لربما تحدث أمور مفاجئة وفي حال عدم تصوير أي مواقف أو أمورقد تحدث بشكل مفاجيء سيكون الموقف محرج للغاية وستكون هناك عواقب غير مرضية أو غير سارة الأمر الذي يقود إلى أن يكون المصور بمواصفات غير اعتيادية أو مواصفات خاصة .
أهمية الصورة الصحفية :-
أن الصورة لها أهميتها وأثرها على الصحافة كما أن لها الدور الأساسي في صناعتها حيث نجد أن للصورة الصحفية أهمية قصوى في عمل الصحافة وأن للصورة الفوتوغرافية المعروفة بالصورة الصحفية بعد إلصاقها بمواضيع صحفية وتسمى على أثر ذلك بالصحفية .
وحول هذا الأمر دا جدال طويل وذهب البعض إلى أنها ستحل محل الكلمة في السنوات المقبلة ولكن لا نتفق مع هذا الوصف في الأهمية ولكن نتصور أن عدد الصور بالصفحات يزداد ويحدث هناك زيادة في حجمها ولكنها لا يمكن أن تلغي قيمة وأهمية الكلمة أيضًا لأن الكلمات في مواقع معينة تعتبر ذات أهمية لا يمكن أن يكون المضمون بدونها لذا كان هناك ما يعرف بتعريف الصورة أو ( الكابشن ) الذي يفسر تاريخ إلتقاطها وزمانها والموقف الذي التقطت فيه ومن هنا تأتي أيضًا أهمية الكلمة.
وبمقدور الإنسان أن يستغنى عن الصورة بالكلمة ولكن العكس لا يمكن قبوله أيضًا تتمثل أهمية الصورة في أنها تقدم لنا بسرعة خير ما تحمل كما أنها تساعدنا أحيانا على فهم أشياء لا تستطيع الألفاظ أن تعبر عنها بسهولة ولأهمية الصور وانتشارها في الصحف والمجلات واحتلال مساحات كبيرة منها دعى ذلك بعض العلماء للتشاؤم ودق الأجراس للإنذار بالخطر من أن الصور سوف تقتل النص لأنها توهم بأن النص لا فائدة فيه .
إذ يقول القارىء الحديث ما الفائدة وما الداعي لقراءة كل هذا المقال المكتوب بحروف دقيقة في الحجم وبإمكاني إدراك الموضوع بمجرد نظرة فلا زمن للقراءة وهي متعبة خاصة إنسان هذا العصر لا زمن له من كثرة العمل والانهماك فيه لأجل حياته التي صارت قاسية ومرة فيصير حاله كالطفل الذي يقلب الصور واحدة بعد الأخرى دون أن يقف على النص لقراءته لأنه يجهل القراءة وهكذا الأمي بل ولاحقا القارىء الحديث الذي تحدثنا عنه سابقا إذا من وجهة نظر البعض ليس بالقدر الإيجابي لأهمية الصور الفوتوغرافية على عمل الصحافة سوءها وأضراروها وعدم جدواها .
مدارس التصوير :-
أدى التطور الملموس الذي شاهدته التكنولوجيا المتعلقة بالتصوير بهدف التعاطي مع المتطلبات المتغيرة للتصوير الصحفي في عالم اليوم الذي تحول إلى قرية عالمية تتواصل مكوناتها بيسر عبر الإنترنت وعلى أثر ذلك عمدت كليات مرموقة تخصصت في التصوير مثل المركز الدولي للتصوير الفوتوغرافي في مدينة نيويورك ومعهد بروكس للتصوير الفوتوغرافي و سانتا بربارا وفتشورا كاليفورنيا إلى استحداث برامج حديثة ومتطورة مثل برنامج الصحافة المرئية وفي كندا تقدم جامعة بريتش كولومبيا في فانكوفر
لقد حقق التصوير جملة من المنجزات التي خدمت البشرية أو الإنسانية حيث أنه استطاع أن يختصر الكثير من الجهود والكثير من الوقت والمال كما أن التصوير ارتبط بالعديد من التطورات التكنولوجية التي أسهمت في تحسين وتطوير العديد من المجالات ومنها مجال التليفزيون الذي استفاد من تقنية التصوير وحقق مجموعة من التطورات.
أحيانا تكون الصورة أبلغ وأقوى في المعني من الكلمة المكتوبة فهي تنقل الحدث وتجسده كما هو وغالبا ما تنجح الصورة في تأكيد معلومات عن حدث تعجز عنه الكلمات المكتوبة .
إن الصورة الفوتوغرافية أصبحت مادة أساسية من مواد االجريدة أو المجلة ولم تعد عنصرًا جماليًا فقط بل عنصر إعلامي وظيفي وهي خير تعبير عن الأخبار والأحداث .
أما الحديث عن وظائف الصورة الصحفية ( الفوتوغرافية ) يتمثل في :-
1_ وظيفتها الإخبارية :-
الصورة الفوتوغرافية هي أنجح وأهم وسيلة إعلامية في الجريدة بأكملها فبإمكانها أن تعطي المضمون أو الهدف بصورة أسرع من حيث الإطلاع وبصورة أفضل من التعبير اللفظي وهي تعطي كذلك لحظات خاصة من لحظات النبأ بشكل بياني مفصل .
والتصوير الفوتوغرافي الصحفي بدقته المتناهية يمكن أن يعطي تفاصيل أكثر دقة من مشاهدة الحدث الواقع فعلا والقاريء الحديث لا يستطيع أن يقتنع بمجرد وصف لفظي لحادث أو لاجتماع أو لموقف ما وإنما يقتنع عندما يرى هذه الأشياء أمام عينه وعيون القراء في هذا العصر هي تلك العدسات المركبة في آلات التصوير التي يوجهها المصورون الصحفيون كل يوم لإلتقاط الأخبار وتسجيل الأنباء وعرضها على القراء في أسرع وقت وكلنا نعلم أن العدسة أدق من العين البشرية لأنها موضوعية ولا تلتقط إلا ما تراه بدقة وتفصيل أما الإنسان تتأثر رؤيته للأشياء بعوامل ذاتية كثيرة متداخلة .
2_ وظيفتها السيكولوجية :-
ترتبط الصورة ارتباطًا وثيقًا بسيكولوجية الإنسان وتحل له بعض المتطلبات النفسية والعقلية ويمكن شحن ذاكرة القراء الذين ينتمون إلى النوع البصري وتقويتها بإضافة صورة إلى النص الإعلاني أو الإعلامي وهنا تسيطر عليه إن لم تكن تمتلكه العقلية المصورة .
وبالحديث المستمع يرى وعندما نستمع لشكل الأخبار التي وصلتنا ونحولها إلى صورة ذهنية سائقة لدينا وعندما نقرأ نحاول بشكل لا شعوري تصوير الكلمات والعبارات بشكل مقبول عبر شاشات عقولنا وأهمية الصورة في الصحافة كبير جدا حيث يقول الكاتب الروائي ( إيفان تور جينيف ) في رواياته ( أباء وأبناء ) أن الصورة الواحدة قد تعرض ما استطاع كتاب أن يقوله في مائة صفحة حيث أن حاسة البصر ذات أهمية كبرى بالنسبة لشعور الإنسان ودرجة فهمه لذا تنبع أهمية الصورة في العمل الصحفي في أنها تجذب الانتباه وكثير الاهتمام وتقدم وسائل مؤثرة في رواية خبر ما .
كثير ما تعجز الكلمات عن إيصال المضمون من المقال القارىء عندما تفتقد لوجود الصورة ومن أهميتها أنها تشبع حاجة القارىء للقراء والإطلاع وتؤثر فيه باستغلال قوي اللفظ والصورة وكذلك تصبغ بعدًا آخر على الشخصية التي تستحق أن ينشر عنها شيئًا أو تصورها فالشخص الذي لابد أن يقرأ المرء عنه يوميًا يثير لدى القارىء هذا السؤال ما هو شكله وكيف يبدو .
3_ قيمة جمالية :-
للصورة قيمتها الجمالية من حيث كونها عملًا فنيًا يستوقف النظر ويبعث الاهتمام في نفس القارىء فهي تستطيع أن تجعل الصفحة ذات مظهر مليء بالحيوية والنشاط والتنوع ويصبغ عليها جاذبية قد تجعلها قابلة للمطالعة والصورة بهذة الصفة تفيد الصحف من الناحية التجارية والتسويقية لذلك كثير من الصحف الطبية والمثيرة تستخدم أكبر مساحة من صفحاتها لأجمل الصور الملفتة والمثيرة للانتباه والمطالعة خاصة في غلافها الخارجي لجذب القارىءإليها.
تطور التصوير الصحفي وتأثر في نواحي صحفية عديدة منها :-
1) التطور في محتوى الجريدة :-
حتي وقت قريب لم تكن تحمل الجريدة من بين 10 إلى 15 صورة في بعض صفاحتها الداخلية وكانت الوجوه صورًا جامدة أي من الموضوعات الساكنة أو الأشخاص الذين يقفون أمام الورشة جامدين لتصويرهم بإرادتهم وعلمهم ولكن الوضع الآن تغير وشمل التطور عدد الصور وحجمها وطبيعتها فعلى سبيل المثال لم تعد صورة انتبه من فضلك التي تستخدم للاغراض الشخصية كما هو الشأن في الأستديوهات هي الصورة المطلوبة للجريدة أو المجلة أو النشر بصورة عامة بل تؤخذ الصورة وصاحبها يتفاعل مع الحدث يتحرك .. يراقب .. يتعجب .. يتساءل إلى آخر الحركات الحية التي تخلق من الصورة مقالًا قائمًا بذاته يتفق مع نوع النبأ أو الخبر بمعني عام .
2) زيادة في عدد الصور :-
أخذت كثير من الصحف تستخدم استعراضًا لأكثر من صورة بكل صفحة وأحيانا تخصص صفحات بكاملها لاستعراض الصور وهو حال كثير من صحف اليوم وكذلك صحف التصفية وذلك لاعتمادها أساسًا على الصور وقد تكون هذه الصفحة يومية تظهر كل يوم وقد يخصص لها يومًا معينًا كحديث الكاميرا .
3) زيادة في حجم الصور :-
وهو أتساع الصفحات في مساحتها تنشر فيها الصور خاصة في الصفحات الداخلية حيث تنشر الصور بعرض عمودين أو ثلاثة وحجم الصور يتفاوت بين قسم وآخر وهي تكبر وتصغر وفق مقتضيات الإخراج أو الشكل الفني لصفحة التي تنشر فيها .
4) تغير في طبيعة الصور :-
ويرتبط مباشرة بالتطور في التصوير وتقدمه الذي كان غير ممكنًا من قبل أصبح واقعًا بحكم تطوير آلات التصوير ذات السرعة العالية في الإلتقاط كما أن صور الموضوعات الحية التي تستخدمها الصحف تبدو غير طبيعية ولكن ابتكار حاجب الضوء الأسرع حركة والفيلم الأنعم جزيئات ( حبيبات ) ونوعية للعدسات الأفضل فقد أدت إلى صور أقرب إلى الطبيعة .
5) تيار صحفي جديد :-
ظهر واضحًا جدًا من هذا العنوان أهمية الصورة الفوتوغرافية في العمل الصحفي حتى أن هناك بعض الصحافة أصبح يطلق عليها الصحافة البصرية أو الصحافة المصورة أو الصحافة الفوتوغرافية وتمثل ذلك في مجلات ( لوك ) و ( لايف ) و ( باري ماتش ) كما ظهر في العناية بالصور كمًا وكيفًا يوميًا وأسبوعيًا بالتأكيد أن لكل هذا التطور أسبابه وعوامل نجاحه نتيجة التطور كالرغبة في التصوير كهواية وتطور أنواع أحبار الطباعة والورق الذي يطبع فيه من حيث درجة الحساسية وظهور أجهزة أكثر حداثة مما كانت عليه في السابق .
هناك وظائف للصور في مجال الصحافة من أهمها :
*الوظيفة الإخبارية
*الوظيفة السيكولوجية
* عنصر تيبوغرافي فالصورة تشترك مع حروف الصحف والعناوين والفواصل والمسافات البيضاء في بناء الجسم العادي للصحيفة أي كان شكلها وطريقة إخراجها .
*قيمة جمالية
* إطفاء عنصر الواقعية والصدق على الموضوع لكي نفهم التصوير .
*لكي نفهم التصوير بشكله الحقيقي لابد أن نتوقف في مجموعة من المحطات لكي نتوغل بالشكل الدقيق وندرك معنى التصوير بأنواعه وأشكاله وأحجامه الواقعية وهنا سنقسم التصوير إلى ثلاث أقسام منشطرة من قسمين :
(1) التصوير التقليدي وينقسم إلى :
أ- الفوتوغرافي
ب- السينمائي
ج- التليفزيوني
(2) التصوير الرقمي وينقسم إلى :
أ- الفوتوغرافي
ب- التليفزيوني
وهناك تجارب حديثة لجعل التصوير السينمائي يعمل بشكل كامل وفق التقنيات الرقمية بشكل تام حيث أن هناك الكثير من الأفلام السينمائية استعانت بالتقنيات الرقمية لتنفيذ اصعب واعقد المشاهد السينمائية بالتصوير الفوتوغرافي .
التصوير الصحفي :
التصوير باستخداماته وانواعه واشكاله في وسائل الإعلام بات يشكل ضرورة من الضرورات الحتميه في العمل الاعلامي لما له من خواص استقطابية وخواص ابهار وتأثير في المتلقي فأكثر الجرايد والمجلات والنشرات وما إلى ذلك من الوظائف الصحفية باتت معتمدة بشكل أساسي على ما تحمله اللقطة الفوتوغرافية من قدرات تأثيريه في القارىء أو المتلقي لتحقق النجاح والانتشار ولو تخيلنا أن الصحف وهي لا تحوي على لقطات فوتو غرافية فإننا سوف نجد أن تلك الصحف مملة وغير مرغوبة لما يبعثه الشكل العام لتلك الصحف من رتابة وغموض أو ترهيل ويقول الاستاذ خليل صابات بشأن الأهمية والتأثير للصورة ( الصورة تعادل ألف كلمة وأن صور الاشخاص تجذب الانتباه أكثر مما تجذب صورة الأشياء الأخرى ) .
التصوير الصحفي كفن شهد تطورات كبيرة نقلته من المرحلة الجمالية كفن جميل لا يهتم فيه الفنان إلا بالشكل والتكوين الفني إلى المرحلة الإعلامية كفن تطبيقي ووظيفي يهتم بالقيم الإخبارية والصحفية في الفترة من 1925م وحتي 1930م وفي عام 1940م ظهر لأول مرة فريق من المصوريين الذين وجهوا عنايتهم إلى الموضوعات التسجيلية أكثر من الموضوعات الجمالية وكانت هذه المدرسة التسجيلية هي نواة فن التصوير الحقيقي .
وبذلك بدأت مرحلة جديدة تحول فيها الاهتمام من النواحي الجمالية الخالصة إلى النواحي الإعلامية وأصبحت مشكلات التكوين والإضاءة والنسب وغيرها من المعايير الجمالية وأصبحت تأتي في المرتبة الثانية بعد القيمة الإخبارية للصورة ومن هذا المنطق تظهر أهمية الصورة الصحفية للخبر الصحفي أكثر من أنها صورة جمالية فحسب كذلك تطور فن التصوير الصحفي خلال نصف القرن الأخير وتأثر في نواحي صحفية عديدة .
أسئلة كثيرة ثيرها مجموعة التغيرات التي طرأت على عالم التصوير في السنوات الأخيرة وعلى الأخص بعد ظهور ما يعرف بالتصوير الرقمي أو ما يحلو لي تسميته بفن التصوير .
ولعل فوتوكينا 2004 يمثل الشاهد الأكبر على ما يجري ففي هذا العالم حظيت الأجهزة الخلوية ذات الكاميرات والتطبيقات الداعمة لها مثل الطابعات المدمجة وتقنيات الاتصال وغيرها بنصيب كبير في أجنحة العرض في حين تغلبت الكاميرات الرقمية على التقليدية وبالضربة القاضية ولم يغير في النتيجة ما قامت به نيكون حين طرحت وعلى استحياء الكاميرات التقليدية الجديدة f6 .
وترى الشركات أن ما يحدث إن هو إلا تطور نوعي للتصوير قد عاش مائة وخمسون عاما من الركود التقني لم تتغير فيها آليات للتصوير إلا قليلا وقد حان الوقت لإنطلاقة جديدة وبمفاهيم وتقنيات عصرية ..
في حين بعض المصورين المحترفين إلى الأمر على أنه نهاية فن التصويروالسؤال الذي يطرح نفسه أين يقف جموع المصورين من وجهتي النظر هذه ؟ المتفائلة إلى أبعد الحدود والمتشائمة إلى أبعد الحدود أيضا .
أن ما يحدث هو مرحلة من مراحل التطور التى عايشها التصوير ولنتذكر كيف أن الصورة في البدايات كانت تحتاج إلى جلوس الشخص أمام الكاميرة لفترة طويلة تصل إلى ساعات في بعض الأحيان ولنتذكر أن التصوير استمر ردحا طويلا بالأبيض والأسود وأن ظهور التصوير الملون قد أثار موجة من الاستياء والانتقادات من قبل المصورين المحترفين فعتبره البعض تفريغا للمضمون وإخلالا بالعلاقة ما بين الضوء والظل غير أن التصوير الملون استمر ورويدا رويدا تغيرت النظرة إليه واليوم فإن معظمنا ينظر إلى التصوير الأبيض والأسود والتصوير الملون على أنهما وجهان لعملة واحدة .
صور الموبايل تحمل طابعا عائليا أو حتى شبابيا ويمكن أن تتطور لتصبح بمثابة صور إخبارية غير أنها في جميع الأحوال لن تندرج تحت بند " الصور الفنية " ولا يعتقد أن الصورة من هذا النوع يمكن أن تشارك في مسابقة فوتوغرافية تحمل طابع الجد أما الصور الرقمية من الكاميرات الأخرى خاصة الاحترافية فيمكن أن تحمل رؤية فنية حقيقية حتى لو خضعت للمعالجة الرقمية بهدف التحسين والابتكار ولا عجب أن شركة هاسيبلاد قد " شطبت " تاريخ تأسيسها الحقيقي وغيرته إلى عام 2004 وهو التاريخ الذي طرحت فيه كاميراتها الجديدة بالظهر الرقمي .
في مقال سابق " أن الصورة الجيدة تتحدد بما تحمله من مضمون ورؤية فنية وليس بالمعدات التي استخدمت لإنتاجها وأوردت مثالا إلى ذلك حين ننظر إلى صورة معلقة في معرض فإننا نبحث عن جمالية التكوين أو روعة الألوان أو نسرح مع خط الأفق أو في تقاطعتها ولا نعير بالا إلى سرعة الغالق أو فتحة العدسة .
ويرى أن فن التصوير مازال قائما وأن الصور الرائعة لاتزال تتدفق بعدسات المصورين وعلينا أن لا ننظر إلى الأمر بنظرة تشائمية إلى وأد التصوير قبل أن يصلب عوده في بلادنا بل أن توظف التقنيات الجديدة في خدمة المضمون .