الاثنين، 8 فبراير 2016

مستقبل التصوير بين الهاسبلاد وكاميرا الموبايل


أسئلة كثيرة ثيرها مجموعة التغيرات التي طرأت على عالم التصوير في السنوات الأخيرة وعلى الأخص بعد ظهور ما يعرف بالتصوير الرقمي أو ما يحلو لي تسميته بفن التصوير .

ولعل فوتوكينا 2004 يمثل الشاهد الأكبر على ما يجري ففي هذا العالم حظيت الأجهزة الخلوية ذات الكاميرات والتطبيقات الداعمة لها مثل الطابعات المدمجة وتقنيات الاتصال وغيرها بنصيب كبير في أجنحة العرض في حين تغلبت الكاميرات الرقمية على التقليدية وبالضربة القاضية ولم يغير في النتيجة ما قامت به نيكون حين طرحت وعلى استحياء الكاميرات التقليدية الجديدة f6 .

وترى الشركات أن ما يحدث إن هو إلا تطور نوعي للتصوير قد عاش مائة وخمسون عاما من الركود التقني لم تتغير فيها آليات للتصوير إلا قليلا وقد حان الوقت لإنطلاقة جديدة وبمفاهيم وتقنيات عصرية ..

في حين بعض المصورين المحترفين إلى الأمر على أنه نهاية فن التصويروالسؤال الذي يطرح نفسه أين يقف جموع المصورين من وجهتي النظر هذه ؟ المتفائلة إلى أبعد الحدود والمتشائمة إلى أبعد الحدود أيضا .

أن ما يحدث هو مرحلة من مراحل التطور التى عايشها التصوير ولنتذكر كيف أن الصورة في البدايات كانت تحتاج إلى جلوس الشخص أمام الكاميرة لفترة طويلة تصل إلى ساعات في بعض الأحيان ولنتذكر أن التصوير استمر ردحا طويلا بالأبيض والأسود وأن ظهور التصوير الملون قد أثار موجة من الاستياء والانتقادات من قبل المصورين المحترفين فعتبره البعض تفريغا للمضمون وإخلالا بالعلاقة ما بين الضوء والظل غير أن التصوير الملون استمر ورويدا رويدا تغيرت النظرة إليه واليوم فإن معظمنا ينظر إلى التصوير الأبيض والأسود والتصوير الملون على أنهما وجهان لعملة واحدة .

صور الموبايل تحمل طابعا عائليا أو حتى شبابيا ويمكن أن تتطور لتصبح بمثابة صور إخبارية غير أنها في جميع الأحوال لن تندرج تحت بند " الصور الفنية " ولا يعتقد أن الصورة من هذا النوع يمكن أن تشارك في مسابقة فوتوغرافية تحمل طابع الجد أما الصور الرقمية من الكاميرات الأخرى خاصة الاحترافية فيمكن أن تحمل رؤية فنية حقيقية حتى لو خضعت للمعالجة الرقمية بهدف التحسين والابتكار ولا عجب أن شركة هاسيبلاد قد " شطبت " تاريخ تأسيسها الحقيقي وغيرته إلى عام 2004 وهو التاريخ الذي طرحت فيه كاميراتها الجديدة بالظهر الرقمي .

في مقال سابق " أن الصورة الجيدة تتحدد بما تحمله من مضمون ورؤية فنية وليس بالمعدات التي استخدمت لإنتاجها وأوردت مثالا إلى ذلك حين ننظر إلى صورة معلقة في معرض فإننا نبحث عن جمالية التكوين أو روعة الألوان أو نسرح مع خط الأفق أو في تقاطعتها ولا نعير بالا إلى سرعة الغالق أو فتحة العدسة .

ويرى أن فن التصوير مازال قائما وأن الصور الرائعة لاتزال تتدفق بعدسات المصورين وعلينا أن لا ننظر إلى الأمر بنظرة تشائمية إلى وأد التصوير قبل أن يصلب عوده في بلادنا بل أن توظف التقنيات الجديدة في خدمة المضمون .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق